انتهى المؤتمر الصحفي سريعا
أمام مؤتمر صحفي لم يعقد لأمثالي ولكن دفعني الفضول والهمجية ودفعتني شيء من الجاهلية والحماقة نعم . نعم أنا هنا لأذكركم بأنكم تخربون الطبيعة أيها الحضور من الصحفيين خاصة هؤلاء الذين يعتمدون على الورق . لا ترفع يدك أيها السيد لن أجيب على أي سؤال مطروح . لا لن أتحدث بغير العربية وإن كنت أستطيع . سيدتي قد سمعنا أصوات أرن وأعذب من صوتك فلا تنتظري الدور في الطرح .
أين المترجم ؟ لا تترجم لهم سيدي فلو كانت لهم أفهام تسعفهم لفهم ما يدور حولهم وحولنا لما احتاجوا لمترجم. وكم قاطعني هذا بحجة أن الصوت لا يصل لكل أرجاء القاعة. وهذه الشقراء تضع رجلا على رجل وتطلب مني التحدث بهدوء متناسية أن جلستها تلك ماهي إلا دلالة على التلذذ بشرح معاناة الأبرياء. لا تترجم لهم شيئا أبدا طالما يكتفون بتشغيل حاسة السمع فقط . وذلك الذي يخط تصريحا باسمي على هواه متجاهلا أن الدنيا كلها تعرف الحقائق وليست بحاجة لأمثالي وأمثاله ليوضحوا الصور . لا تترجم لهم أي شيء فمثل هؤلاء لن يحدثوا إلا فرقا واحدا في هذه الطبيعة . ترجمها لهم بكل لغات العالم . تلك الأوراق المليئة بالمقالات المضللة والباهتة والمؤدلجة ساهمت بشكل فضيع في قطع الأشجار وتصحر الغابات . ترجم هذه فقط و اطلب منهم أن يبروا أقلامهم ويقربوا أسطرهم لكي لا يستهلك مثل هؤلاء أوراقا كثيرة .
انتهى المؤتمر سريعا ولا أفخر بذلك ولا أندم عليه ولكنه أمر قد حدث .
اهداء : لكل صحفي فقد نزاهة قلمه .
للمزيد من مواضيعي